قادة العالم يحتفلون بتمكين 10 ملايين طفل من الأطفال المحرومين من المدارس من خلال التعليم النوعي

صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وقادة من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، بما في ذلك رئيس جمهورية غانا والعارضة والناشطة في مجال الأعمال الخيرية نعومي كامبل يحتفلون بإنجاز هام يستجيب لتحدٍ عالمي متنامٍ

أعلنت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، جنباً إلى جنب مع الشركاء، عن حصول 10 ملايين طفل من الأطفال المحرومين من المدراس في أكثر المناطق صعوبة وتحدياً حول العالم على التعليم الأساسي النوعي.

وفي حفل جمع قادة العالم في مكتبة نيويورك العامة، قالت الشيخة موزا بنت ناصر: "لم نحقق هذا الإنجاز بطقطقة أصابعنا أو بتحرير الشيكات." إذ يملك برنامج علّم طفلاً، التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، أكثر من 80 شريكاً عالمياً، ويدير برامجه بالشراكة مع 42 شريكاً منهم في 50 بلداً، وذلك في جهد للتغلب على العقبات التي تحول دون حصول 63 مليون طفل على التعليم وردم الفجوة في هذا المجال.

وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقتها في الحفل قالت سموّها: "رأيت كيف بنيت المدارس من لا شيء... لقد استمعت إلى دروس لقّنت تحت ظل شجرة... الرغبة في التعلم هي إحدى القوى الجبارة في طبيعة الإنسان، وهي سمة في كل طفل. وتتمثل مسؤوليتنا جميعاً في مساعدة الأطفال على تحقيق رغبتهم الغريزية هذه."

وفي الوقت الذي تمّ فيه استثمار أكثر من 1.8 مليار دولار أمريكي لتحقيق هذا الهدف الرئيسي، نجح برنامج علّم طفلاً حتى الآن بإلحاق أكثر من 6 ملايين طفل حول العالم بالتعليم على الرغم من عيشهم في مناطق تعاني من الفقر، والتمييز، والكوارث الطبيعية، والنزاعات. ويعتبر تأمين الالتزامات للوصول إلى 10 ملايين طفل وفاءً للعهد الذي أعلنت عنه صاحبة السموّ الشيخة موزا عام 2012، وبرهاناً حياً على أن إحداث التغيير وتحقيق التقدم أمر ممكن، حتى في ظلّ أزمة التعليم المتفاقمة.

ودعت صاحبة السموّ مزيداً من الشركاء لمحاكاة نموذج عمل برنامج علّم طفلاً وتوسعة نطاقه، لا سيّما وأن "العالم بات مكاناً غير آمن... وما زال ملايين هؤلاء الأطفال في أمس الحاجة بانتظار مساعدتنا. دعونا نعمل معاً لضمان مستقبل أفضل لهم جميعاً، وللعالم الذي يجمعنا، صدقوني ذلك أمر ممكن."

من جهته تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن القوة التي يتمتع بها التعليم، وقال: "لا يمكن تحقيق حلمنا بمستقبل مستدام إذا لم نقم بدعم حلم الأطفال في الحصول على التعليم. عندما نقوم بتعليم طفل فإننا نقدم له أكثر من مجرد كتب وأوراق وأقلام وحاسبة. إننا بذلك نمنحه الأدوات والمهارات والخيال الذي يحتاج لجعل مجتمعه والعالم من حوله أكثر ازدهاراً وسلاماً."

وشهد الحفل حضور ضيوف رفيعي المستوى، مثل فخامة الرئيس نانا أكوفو-أدو، رئيس جمهورية غانا، وعارضة الأزياء والناشطة في مجال الأعمال الخيرية، نعومي كامبل، بالإضافة إلى جمع من ممثلي المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، ووكالات التنمية، والبنوك التنموية، والحكومات، وشركات من القطاع الخاص، من دول شتى حول العالم مثل بنغلادش، والبرازيل، والهند، وكينيا، وفلسطين، والسودان، وسوريا، واليمن.

ويعمل برنامج علّم طفلاً يداً بيد مع الأطفال وعائلاتهم ومجتمعاتهم، والحكومات والشركاء، لتحديد العقبات التي تحول دون الحصول على التعليم، وتقديم الدعم للأطفال للتغلب عليها. ويتيح نموذج العمل الناجح هذا لبرنامج علّم طفلاً أن يكتسب المعرفة والخبرات المحلية من المجتمعات مباشرة، وتوسعة نطاقها من خلال تبنّي حلول عبر العديد من القطاعات.

وقد انصبّ تركيز برنامج علّم طفلاً على توفير التعليم للأطفال المهمشين ممّن يعيشون في أماكن يصعب الوصول إليها، وممّن يعانون من الفقر أو يواجهون حواجز اجتماعية أو ثقافية للتعليم، وأولئك الذين يعيشون في مناطق تمزقها الأزمات والنزاعات. وتتضمن الأمثلة على البرامج الناجحة التي يتمّ تنفيذها:

الأطفال الذين يعيشون في مناطق ريفية نائية وبعيدة عن المدارس، مثل البدو الرُّحَل في مالي

الأطفال الذين يعيشون في مناطق تشكل فيها الظروف الطبيعية تحدياً، مثل بنغلادش التي تعاني من الفيضانات

الأطفال الذين يعيشون في مناطق تمزقها النزاعات وحيث المدارس معطلة، مثل سوريا واليمن

الأطفال الذين يعيشون في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، حيث المدارس مزدحمة جداً وخطرة، مثل الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو

الأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع يضطرهم إلى العمل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، كعمالة الأطفال المنزلية في هايتي