أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى قدم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين عدة محاور أولها ضرورة تجاوز مرحلة إدارة الازمات إلى السعي وراء حلول شاملة وعادلة مسترشدة بالقانون الدولي والمعايير الدولية.
وقال سعادته، في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم في مدينة نيويورك، إن سمو الأمير المفدى أعلن عن اتفاق دولة قطر مع الأمم المتحدة لدعم مشاريع تنموية طويلة الأجل ومستدامة لمكافحة مرض /الكوليرا/ في اليمن، كما عبر سموه عن أهمية محاربة القرصنة الرقمية والتجسس الرقمي لما له من تأثير على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن حضرة صاحب السمو شارك، إلى جانب اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع رئيس وزراء كندا في استضافة "حوار القادة حول توفير التعليم للفتيات في سياق الصراعات والظروف الهشة"، حيث أعلن سموه عن تقديم دولة قطر تعهد لتعليم جيد لمليون فتاة بحلول عام 2021 .
وأكد أن انتخاب دولة قطر من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة نائباً لرئيس الجمعية إن دل على شيء فإنما يدل على الدور الفاعل الذي تلعبه دولة قطر في المجتمع الدولي.. مشيرا إلى مشاركة وفد دولة قطر في طرح مسألة مكافحة الارهاب، حيث شدد على أهمية التعاون الدولي في مجال مكافحة الارهاب وتقديم علاج للأسباب الجذرية للتطرف العنيف.
وأضاف سعادته أن وفد دولة قطر شارك أيضا في "حوار التعاون الاسيوي"، حيث عقد اجتماعا لتسلم رئاسة دولة قطر لهذا الحوار لعام 2019 ، مبينا أن رؤية دولة قطر في هذا العام ترتكز على تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الاسيوية، حيث أكدت دولة قطر على تحقيق التوافق بين الدول الاسيوية وتطوير اليات العمل بين الدول لتحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز القدرة التنافسية.
وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن وفد دولة قطر ناقش خلال اللقاءات الثنائية، على هامش الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، عدة قضايا إقليمية كان أولها القضية الفلسطينية، وقد كان هناك حضور لدولة قطر في اجتماع الحدث الجانبي الخاص بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ لكون دولة قطر من أكبر المساهمين والداعمين لهذه المؤسسة.. مشددا على موقف دولة قطر بأهمية استمرار الدعم لهذه المؤسسة لما لها من دور حيوي تلعبه تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وخصوصاً اللاجئين منهم.
وأوضح أن الوضع في أفغانستان كان حاضرا خلال هذه الزيارة، حيث التقى سعادته مع كل من نظيره الافغاني والوفد الامريكي بشأن افغانستان وتم تناول سبل دعم الحل السياسي في أفغانستان.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن دولة قطر شاركت في "الاجتماع رفيع المستوى" الذي قام بتنظيمه الاتحاد الاوروبي، حيث أكدت دولة قطر فيه على تبنيها للحل السياسي في سوريا وفق قرارات مجلس الامن وبيان اجتماع (جنيف 1 ).. وإضافة الى ذلك استضافت دولة قطر مع امارة ليشتنشتاين اجتماعاً بشأن "الآلية الدولية المستقلة للملاحقة القضائية للأشخاص المسؤولين عن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا".
وبالنسبة لليمن، قال سعادته إن دولة قطر وقعت مع منظمة /اليونيسيف/ اتفاقاً بشأن تنفيذ مشاريع تنموية تقدم حلول مستدامة للقرى المتأثرة بمرض /الكوليرا/.
كما تم تناول أيضا التطورات في الصومال، حيث أكدت دولة قطر على دعم الحكومة الصومالية.
وبشأن العراق، أوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن نقاشات جرت مع الولايات المتحدة الامريكية للنظر في توفير معالجة لمشكلة المياه التي يعاني منها سكان مدينة البصرة.
وبشأن مكافحة الإرهاب، أكد سعادته أن دولة قطر لها شراكة مع مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة، حيث عقد لقاء مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. وأثناء هذا اللقاء أكدت دولة قطر على استمرارها في دعم هذه الجهود ودعم المشاريع ذات الصلة التي تعالج الاسباب الجذرية وخصوصا في مجال التعليم وتمكين الشباب.
كما شهدت الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة مناقشة تعاون دولة قطر مع الهيئات الإقليمية.. وفي هذا الصدد عقد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اجتماعا مع كل من رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي والممثل السامي للاتحاد الاوروبي للتأكيد على الشراكة مع هذه المؤسسات في مختلف القضايا.
وبشأن الاجتماع الذي عقد بين مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية ومصر والأردن، أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن الولايات المتحدة نجحت في جمع دول مجلس التعاون، وهو الأمر الذي فشل فيه المجلس خلال السنة والنصف الماضية خلال الازمة الخليجية، مشيرا إلى أن الاجتماع تناول عدة مواضيع خصوصاً التحديات الأمنية والإقليمية التي تحيط بالمنطقة ومناقشة مبادرة "التحالف الاستراتيجي للشرق الاوسط".
وقال سعادته "إن دولة قطر أكدت خلال الاجتماع على أهمية هذه المبادرة على أن تكون وفق مبادئ واضحة، ويتم العمل عليها وفق نقاش يمتاز بالشفافية والمصداقية، حيث أن الوضع الحالي بين الدول الاعضاء في هذا التجمع يستوجب مناقشة التحديات بين هذه الدول أولاً قبل أن يكون هناك تحرك للمجموعة لتناول التحديات الاقليمية، وهو ما يجعلنا امام اختبار حقيقي لمصداقية هذا العمل الجماعي" .
وأكد أن هناك مبادئ رئيسية لابد أن تكون جزء لا يتجزأ من أي تحالف وهي: احترام سيادة الدول واستقلالية سياستها ، تحقيق مصالح الشعوب التي يجمعها هذا التحالف، وان يقوم التحالف على أساس معايير واضحة ومحايدة "لا أن يفصل على مقاس دولة بعينها" .
وأضاف أن الاجتماع شهد ايضا الحديث على أهمية أن يكون هذا التحالف مبنى على "استراتيجيات واضحة" وأن ينشأ بشكل متكامل وليس "هشاً".
وفي رده على سؤال بشأن تصريح أحد المسؤولين الإماراتيين بأن الازمة الخليجية لم تعد أولوية بالنسبة لهذا المسؤول، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "إن الأزمة اختلقت في البداية بدون أسباب وبدأت بجريمة الكترونية ومعروف من وراء هذه الجريمة"، مستطرداً "لكن اليوم هناك تحديات اقليمية ورغم ان هناك اولويات أكبر تواجه المنطقة، إلا أن الشلل الذى يعاني منه مجلس التعاون حاليا يحول دون تحقيق أي تطور في القضايا الاقليمية كما في سوريا واليمن وليبيا".
وأكد أن دولة قطر لا تطلب الا التراجع عن الاجراءات غير القانونية التي قامت بها دول الرباعية تجاه الشعب القطري، وهذا يعد أولوية بالنسبة لدولة قطر، مضيفاً "الازمة السياسية يمكن حلها بالحوار وليس بالعناد فنحن دول ولسنا أطفال".
وعن جهود الوساطة الامريكية لحل الازمة الخليجية، أعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن تقدير دولة قطر لجهود الرئيس الامريكي دونالد ترامب في هذا السياق، مؤكدا أنه كانت له عدة محاولات في هذا الخصوص الا انها لم تقابل بإيجابية من دول الحصار الرباعية، وعبّر سعادته عن أمله في أن تسود الحكمة بين هذه الدول، وان تخرج من مرحلة الانكار التي تعيشها وأن يكون هناك حوار واضح على الطاولة لمناقشة أسباب هذه الازمة .
وقال سعادته إن دولة قطر تربطها علاقات اجتماعية وثقافية وحدود مشتركة مع دول مجلس التعاون لكن في النهاية فإن هذه الدول تنظر الى دولة قطر من منظور آخر مرددين "نحنا لسنا بحاجة إليهم" وغيرها من الاقوال، ويقولون إنهم على استعداد للاستمرار في حصار قطر حتى 50 سنة، ونحن نقول لهم "هل هكذا تمارس السياسة ؟ هل هكذا تحدد الاولويات ؟ هل هكذا يتم التعامل مع القضايا التي تؤثر على مصائر شعوب ؟" فالأمر يرجع لهم لأن دولة قطر لا تحصل على مساعدات من هذه الدول، ولا تعتمد عليهم في أي شيء، ومن هذا المنظور السطحي نستطيع أن نقول لهم "نحن ايضا لسنا بحاجة اليكم".
وشدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على ان الازمة الخليجية هي اختبار لمصداقية "التحالف الاستراتيجي"، موضحاً ان دولة قطر اذا انضمت الى تحالف اقليمي في ظل خلاف جوهري على مفاهيم أمنية بين الدول الاعضاء فيه، فإنه لن يقوم على أسس واضحة "ولن يكتب له النجاح".
وقال " نحن لا نريد أن نطلق مبادرة وتموت في مهدها، وانما نعمل على أن تدوم هذه المبادرة وتستمر، وهذا لن يحدث بدون تفاهم وان تكون الاجواء المحيطة بهذا التحالف ايجابية".
واشار سعادته إلى ان اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن بشأن التحالف الاستراتيجي هو فرصة تتيحها الولايات المتحدة ولم يحققها مجلس التعاون على مدار عام ونصف، حيث سبق وان نجحت الولايات المتحدة في جمع دول المجلس في اجتماع عسكري مشترك، كما عقد اجتماع مشترك لمكافحة تمويل الارهاب، والمرة الاخيرة كانت على مستوى وزراء الخارجية. لافتا الى أن الفرصة سانحة الان للخروج بخطة تفضي الى حل لهذا الحصار.. واستطرد بالقول " لكن نصيحتنا لأصدقائنا في الولايات المتحدة ان هذا الامر لن يدوم".
وعن الوساطة الامريكية أو الخليجية لحل الازمة، قال "لا توجد حاليا وساطة بشأن هذه الازمة مع الامارات والسعودية".. موضحاً أنه سبق وان أرسل الرئيس الأمريكي عدة رسائل لقادة دول مجلس التعاون من أجل العودة عن الاجراءات التي اتخذت ضد دولة قطر، ولكن لم تكن هناك اية ردود ايجابية من السعوديين والإماراتيين.. مضيفاً "وتبقى قطر منفتحة على الحوار واستيعاب الاسباب وراء هذا الحصار".. مؤكداً على أن الولايات المتحدة شددت على وحدة مجلس التعاون الخليجي ليكون اكثر نجاحاً.
وبشأن الاعداد للجنة الدستورية في سوريا، عبر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن دعم دولة قطر لجهود المبعوث الاممي لسوريا السيد ستيفان دي مستورا.. معرباً عن أمله في أن تكون هذه الخطوة في اتجاه الحل السياسي.
وحول دور دولة قطر بشأن القضية الفلسطينية، أكد سعادته ان القضية الفلسطينية في مركز اهتمامات دولة قطر والدول العربية كافة، ولا يمكن تجاوزها، وهي في قلوب الشعوب العربية، والكل يبحث عن حل عادل ومستدام لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.
وبشأن اليمن، لفت إلى تقرير خبراء مجلس حقوق الانسان والذي حمل حقائق مروعة ضد المدنيين.. موضحا أن التقرير يدين كافة اطراف الازمة اليمنية.
وبالنسبة لموقف دولة قطر من اليمن، أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنه يرتكز على قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وأن دولة قطر تصر على أن يكون الحل في اليمن سياسي وفق الاليات المتفق عليها وان يكون هناك حوار يمني - يمني مباشر وبناء.
وفيما يتعلق بالوضع في افغانستان، أكد سعادته حرص دولة قطر على تحقيق السلام بين حركة /طالبان/ والحكومة الافغانية.. مشددا على التزام دولة قطر بتحقيق هذا الامر.